الخميس، نوفمبر 29، 2012

سلوكيات خاطئه


(1)

تدخل دكاناً لتشتري غرضاً من حاجاتك , وإذ بك تسمع منبه سيارة خارج الدكان برناةٍ متتابعة تنبيء عن إستعجال فاعلها , فيخرج صاحب الدكان مسرعاً , ثم يعود فيأخذ شيئاً يوصله لصاحب السيارة ويعود مرة أخرى ليصرف مبلغاً ويعيد باقيه لصاحب السياره !!  تسأله ما إذا كان صاحب السيارة (معوقاً) ؟ فيرد بالنفي !! إذاً لماذا لم ينزل ويأخذ غرضه بنفسه ؟! يجيبك البائع : لا أدري !!! وهذا الحال لا يقتصر على صاحب البقالة فقط بل تجده يتكرر عند الفوال والخباز وبائع البسطة على الرصيف وكثير من المحلات المشابهه ..
من يقوم بهكذا تصرف ليسوا فقط شباباً طائشاً غرتهم الحياة , بل تجد من يفعله من الآباء ! إذاً فلا عجب أن يقلدهم الأبناء فهي سنة التعلم بالمحاكاة والسير على نهج الكبار من قبل الصغار , فيصبح جزءاً من ذاتهم وطبعاً من طبائعهم وسلوكا أعوجاً أهوجاً يسلكونه في حياتهم وينقلونه لأجيالٍ تتبعهم وتتعلم منهم , وهكذا يتدرج المجتمع منحدراً إلى بؤر الكسل والإتكالية , وحب التعالي على الآخرين وفرض فوقيتهم بلا إستحقاق , فلا مقامهم ولا علمهم أو تعليمهم يؤهلهم لأدنى قدرٍ من ذلك ! إنما هي مشاعر نقصانٍ تغلبت عليهم وزينها إبليس وأعوانه من شياطين الإنس ليكون أفراد مجتمعنا أبواء خالون من الفكر والعقل والتدبر !!

(2)

شوارع مدينتنا (البدائع) الحالمة الجميلة الأنيقة مرتبة بدرجة عالية ومزينة بالقدر الذي لا يتوفر لكثير من المدن غيرها بفضل الله ثم جهود جنودٍ مجهولين فيها من مسؤلين ومواطنين , حيث تم إلغاء الإشارات المرورية فيها منذ ما يزيد على الثماني سنوات , وإستبدلت بـ (دواراتٍ) فاعلة في إنهاء معاناة اصحاب السيارات ومؤثرة في إرساء المرونة المرورية ومنح الراحة للجميع , ولكن الدوارت لها أدبيات ونظم وأعراف إذا لم يتم الإلتزام بها تتدنى - إن لم تنتفي - فائدتها , والملاحظ أن كثير من قائدي السيارات بدأوا في التمرد على تلك الأدبيات والأعراف ! فهناك المسرعون بلا تردد وعدم إعطاء الطريق (الدوار) حقها وإحترام حقوق مرتادي الطريق غيرهم ! وأمرٌ أخرق آخر بدأ يأخذ صفة الـ (حقوقية) وهو معاكسة الطريق للوصول إلى منفذ للمسار الصحيح لتوفير أمتارٍ قليلة فيما لو إتبع المخالف الأصول !! وهذا معيارٌ آخر على تدني الثقافة الحضارية لدى الكثيرين , فما الفرق بين صاحب هذا السلوك وبين (البهيمه) ؟! لا أظن هناك فرق !! بل البهيمة تعذر لأنها (بهيمه) ولا عذر لصاحب العقل (إفتراضاً) ..

(3)

تدخل المسجد في يوم الجمعة , فتجد كثيرين قد جلسوا قرب الباب تاركين مسافة ما يقرب من أماكن عشرين صفاً خالية أمامهم , وعند إقامة الصلاة يتدافعون كـ (غنمٍ عطشى) إلى الصفوف الأولى ! والأدهى من ذلك , من يأتي قبيل دخول الخطيب , متدثرا (بشته) او عباءته وقد مشط لحيته ويتخلل الصفوف (راجفا) هذا (ودافعا) ذاك , ثم يحشر نفسه بين إثنين الفراغ بينهما لا يتسع لـ (حفيد) هذا القادم المتأخر , فيكبربينهما غيرعابيءٍ بالأذى والمضايقة التي سببها لغيره , وهو من هيئته يوحي بأنه من الملتزمين العالمين بخطأ ما أقدم عليه , ولكن ...!! ألا يعلم مثل هذا أنه ربما أبطل جمعته وأهدى أجره لغيره وهو أحوج إليه ؟!! وكثيراً ما نجد أن اؤلئك المتدافعون من الخلف إلى الصفوف الأولى هم أول (المتدافعين) للخروج بعد سلام الإمام من الصلاة !! إنه لأمرٌ محيِّر , بودِّي معرفة كيف يفكر مثل هؤلاء ؟!! وما هو مفهومهم للعبادة وصلاة الجماعه !! إنهم ينفرون ويبددون خشوع غيرهم دون مبالاة أو خشية من الله , أتراهم يدركون ذلك ؟ أما خارج المسجد , فحدث ولا حرج عن (بهيمية) الكثيرين , فهم (يكومون) أحذيتهم بالباب مباشرة , كلٌّ يريدها في الباب حتى لا يسير إليها بعيدا بمترٍ أو مترين ! ولا يهم إن تعثر بتلك الأكوام أحد كبار السن أو الأطفال , بل المهم أن يكون هذا (المنفصم) أولاً وقبل الآخرين , حتى لو كان آخر القادمين للصلاة ..

هناك الكثير تحت الإعداد
جار سهيل

ليست هناك تعليقات: