الأربعاء، نوفمبر 14، 2012

خطة إبليس لإغواء آدم وذريته




إبليس خُلِق من نار , وللنار خصائص إتصف بها إبليس وأخذ منها صفاته الذميمة وهي بإيجاز :
1) الكِبْر .. والكبر وضَّحَه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه (بطر الحق وغمط الناس) أي رد الحق وعدم الإذعان له , وغمط الناس اي إزدراؤهم وإنتقاص حقوقهم .. قال تعالى : (قال فإهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها ,,)
2) العَجَلَة والغضب .. والعجلة هي قصور النظر وسقوط الهِمَّة عن التعلق بالغايات البعيدة العاليه , ولنا أن نرى نتيجة إمتناع إبليس عن السجود لآدم كأثر للعجلة والغضب في عصيانه لأمر الله ..
3) الإحراق والإتلاف .. قال تعالى : ( أيَوَدُّ أحدكم أن تكون له جنة من نخيلٍ وأعنابٍ تجري من تحتها الأنهارُ له فيها من كل الثمرات وله ذُريِّة ضعفاء فأصابها إعصارٌ فيه نارٌ فإحترقت كذلك ييبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون) سأل عمر رضي الله عنه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : فيم ترون هذه الآية نزلت ؟ قالوا الله ورسوله أعلم , فغضب عمر وقال : قولوا نعلم أو لا نعلم , فقال بن عباس في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين , فقال : قل يا ابن عباس , قال : لعمل رجل يعمل بطاعة الله ثم بعث الله له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أحرق عمله ..
وإنطلاقاً من هذه الصفات , قطع إبليس عهدا على نفسه أمام خالقه بأن يترصد آدم وذريته إلى يوم يبعثون فقال : (فبما أغويتني لأقعدنَّ لهم صراطك المستقيم) وكأنه (قاطع طريق) , وعن شمولية سعيه قال : (ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم) , وتكريسا لعداءه لبني آدم حسدا منه قال : (أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتني إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته) وحدد عنصرين لخطته هما : (التزيين والإغواء) فقال : (ربِّ بما أغويتني لأزيننَّ لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين) فإعتمد التزيين أولاً ثم الإغواء كنتيجة طبيعية للتزيين , والتزيين هو (التزييف) بإظهار الشيء بصورة تختلف عن واقعه , أي تحويله من قبيح إلى جميل , ورسخ ذلك في الأرض فزين للراقصة والمغني والمتبرجة والزانية سوء عملهم بإسم الفن , وزين لكثير من العُبَّاد سوء عباداتهم فظنوا أنهم وصلوا إلى الله , وزين لكثير من الشعوب بعض عاداتهم وتقاليدهم التي تكون مخالفة للدين وهديه , وزين لأصحاب العلوم والفكر فصاروا يحاربون الله بها , وزين لكثير من الحكام القوانين الوضعية وما قننه الإنسان لتكون بديلا لشرع الله .
بعد التزيين يأتي الإغواء عن الحق ليقع فيه ضحايا التزيين , ليتبعوا ما زين لهم من الضلال بخداعه لهم فيضلوا طريق الحق ويسلكوا طريق السعير .. 
  ولكن إبليس يعلم علم اليقين بقصور قدرته أمان قوة الإيمان وإخلاص العقيدة لله تعالى , لذلك إستثنى هؤلاء فقال : (إلا عبادك منهم المخلصين) ,, إذاً الإخلاص لله هو المخرج من كيد الشيطان وشركه وغوايته ..

اسأل الله أن يجعلني وإياكم من عباده المخلصين

ليست هناك تعليقات: