السبت، ديسمبر 08، 2012

تلبيس إبليس في العبادات



الجهل هوأعظم باب يدخل منه إبليس على الناس , فهو يدخل على الجُهَّال منه بأمان , فأول مدخل له عليهم بأن يؤثروا التَعَبُّدَ على العِلْم , والعِلْمُ أفضلُ من النَّوافِل فيريهم إبليس أن العمل هو القصدُ من العِلْم , وهؤلاء غاب عنهم أن أن العمل هو عمل القلب , لا عملُ الجوارح فهو أفضل من عمل الجوارح , فلما مر عليهم هذا التلبيس وآثروا التعبُّد بالجوارح على العلم , تمكَّنَ إبليس من التلبيس عليهم في فنون التَّعَبُّد ..

فأمرهم بطول المُكْثِ في الخلاء(الحمَّام) وهذا يؤذي الكبد , وإنما ينبغي أن يكون المُكْثُ فيه بمقدار , ثم يتحول للتلبيس في النيَّة فيوحي بالجهر بها وتكرارها جهراً , بينما النيَّة محلها القلب , وتكَلُّفُ الَّلفظ أمرٌ لا حاجة إليه ..

وفي أمر الوضوء يقول إبليس : من أين لك أن هذا الماء طاهر ؟ بينما الشرع يقول أن الأصلُ في الماء الطَّهاره , فلا يُتْرَكُ الأصل بالإحتمال , ثم يمعِنُ إبليس في تلبيسه فيوحي بكثرته عند الوضوء وبذلك يجمع أربع مكروهات وهي , الإسراف , وإضاعة الوقت , والتشكيك في مشروعية التقليل من الماء للوضوء بما لايزيد عن ثلاث , والوقوع في فوات الوقت أو اوله لفضله وربمافاتته الجماعه .. ومدخلُ إبليس في هذا أنك ستدخلُ في عبادة وهي(الوضوء) يجب أن تكون صحيحة لتصح صلاتك ..

وفي الأذآن يُلَبِّسُ إبليس لبعض المؤذنين لتلحينه , وقد كره ذلك مالك ابن انس كراهيةً شديدة لأنه يخرجه عن موضع التعظيم إلى مشابهة الغناء , ومن التلبيس في الأذان أيضا خلط البعض الأذان بالوعظ والتذكير والتسبيح وقد كره العلماء كل ما يضاف إلى الأذان  ..
يحرصُ إبليس على تفويت الأفضلية في كل العبادات , فمثلاً , يوحي للمصلي بأن يقول نيته لفظاً , كأن يقول : نويت أن أصلي كذا !! ثم يأمره أن يعيدها وقد يلبس بإعادة التكبير عدة مرات , وما درى هذا المصلي أن نيته بدأت وتحققت بوضوءه للصلاة وتوجهه إلى المصلى , وهذا التلبيس لأن إبليس أراد أن يفوته الفضيله ..

في القادم إن شاء الله , سنتعرض لتلبيسه في الصلاة
أعاذنا الله وإياكم منه ومن وساوسه وتوهيمه .

ليست هناك تعليقات: