الأربعاء، أكتوبر 24، 2012

لُقْمانُ الحَكِيم


اسمه : لقمان بن باعوراء ، ولقمان اسم أعجمي
وكان عبداً أسود حبشيا من سودان مصر
عظيم الشفتين والمنخرين ، قصيرا أفطس مشقق القدمين ،
 وليس يضره ذلك عندالله عز وجل ؛ لأنه شرَّفه بالحكمة
 بقوله تعالى:(( ولقد آتينا لقمان الحكمة((

وقيل : خير السودان  ثلاثة رجال :
لقمان بن باعوراء. 
 وبلال بن رباح المؤذن الذي عُذِّب في الله وهو يقول : أَحَدٌ أَحَد .
 
 والنجاشي : ملك الحبشة . وأول ما ظهر من حكمته : 
 أنه كان مع مولاه ، فدخل مولاه الخلاء فأطال الجلوس ، فناداه لقمان ، إن طول الجلوس على الحاجة تنجع منه الكبد ، ويورث الباسور ، ويصعد الحرارة إلى الرأس ، فاقعد هوينا وقم . فخرج مولاه وكتب حكمته على باب الخلاء .
وقيل :
  كان مولاه يقامر ، وكان على بابه نهر جار ، فلعب يوما بالنرد على أن من قمر صاحبه شرب الماء الذي في النهر كله أو افتدى منه ! فقمر سيد لقمان ، فقال له القامر : إشرب ما في النهر وإلا فافتد منه ؟ قال فسلني الفداء ؟ قال : عينيك افقأهما أو جميع ما تملك ؟ قال : أمهلني يومي هذا ؟ قال لك ذلك .


قال :
 
 فأمسى كئيبا حزينا ، إذ جاءه لقمان وقد حمل حزمة حطب على ظهره فسلم على سيده ثم وضع ما معه ورجع إلى سيده ، وكان سيده إذا رأآه يسمع منه الكلمة الحكيمة فيعجب منه ، فلما جلس إليه قال لسيده : ما لي أراك كئيبا حزينا ؟ فأعرض عنه فقال له الثانية مثل ذلك ، فأعرض عنه ثم قال له الثالثة مثل ذلك فأعرض عنه ، فقال له : أخبرني فلعل لك عندي فرجا ؟ 
فقص عليه القصة ، فقال له لقمان : 
 لا تغتم فإن لك عندي فرجا ، قال : وما هو ؟ قال : إذا أتاك الرجل فقال لك : اشرب ما في النهر ، فقل له : اشرب ما بين ضفتي النهر أو المد ؟ فإنه سيقول لك اشرب ما بين الضفتين ، فإذا قال لك ذلك فقل له : احبس عني المد حتى اشرب ما بين الضفتين ، فإنه لا يستطيع أن يحبس عنك المد ، وتكون قد خرجت مما ضمنت له . فعرف سيده أنه قد صدق فطابت نفسه ، فأعتقه. 
وسئل: أي علم أوثق في نفسك؟ قال: تركي ما لا يعنيني!
وقيل له: أي الناس شر؟! قال: الذي لا يبالي ان يراه الناس مسيئاً.
قال له سيده : 
 اذبح شاة وأئتني بأطيبها بضعتين فأتاه بالقلب واللسان . ثم أمره بذبح شاة ، وقال له : ألق أخبثها بضعتين ، فألقى اللسان والقلب ، فقال : أمرتك أن تأتيني بأطيبها بضعتين فأتيتني باللسان والقلب ، وأمرتك أن تلقي أخبثها بضعتين ، فألقيت اللسان والقلب ، فقال: ليس شيء أطيب منهما إذا طابا ، ولا شيء أخبث منها إذا خبثا
 
وهذه بعض من نصائح ومواعظ لقمان:
1 - يا بنيّ : إياك والدَّين ، فإنه ذل النهار ، وهم الليل . 
2 - يا بنيّ : كان الناس قديما يراؤون بما يفعلون ،
 
فصاروا اليوم يراؤون بما لايفعلون .
3 - يا بنيّ : إياك والسؤال فإنه يذهب ماء الحياء من الوجه .
4 - يا بنيّ : كذب من قال : إن الشر يطفئ الشر ،
فإن كان صادقا فليوقد ناراً إلى جنب نار
فلينظر هل تطفئ إحداهما الأخرى ؟
وإلا فإن الخير يطفئ الشر كما يطفئ الماء النار .
5 - يا بنيّ : لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتي بغتة .

6 - يا بنيّ : إذا كنت في الصلاة فاحفظ قلبك ،
وإن كنت على الطعام فاحفظ حلقك،
 
وإن كنت في بيت الغير فاحفظ بصرك ،
 
وإن كنت بين الناس فاحفظ لسانك .
 
7- يا بنيّ جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك ،
فإن الله تبارك و تعالى ليحي القلوب بنور الحكمة
كما يحي الأرض الميتة بوابل السماء .
 
8- لتكن كلمتك طيبة وليكن وجهك بسطاً ,
تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم العطاء.

9 - يا بنيّ : احذر الحسد فإنه يفسد الدِّين ،
ويضعف النفس ، ويعقب الندم .

10- يا بنيّ : أول الغضب جنون ، وآخره ندم .

11 - يا بنيّ : الرفق رأس الحكمة .
  
12-اتخذ طاعة الله تجارة تأتِك الأرباح من غير بضاعة .
 
13- يا بنيّ : اتق الله ولا تُرِ الناس أنك تخشى الله
ليكرموك بذلك وقلبك فاجر .
14 - يا بنيّ : إياك وصاحب السوء فإنه
كالسيف يحسن منظره ، ويقبح أثره .

15 - يا بنيّ : 
لا تطلب العلم لتباهي به العلماء ،
وتماري به السفهاء ، أو ترائي به في المجالس . 
ولا تدع العلم زهادة فيه ورغبة في الجهالة ،  فإذا رأيت قوما يذكرون الله فاجلس معهم ، فإن تَكُ عالما ينفعك علمك وإن تَكُ جاهلا يعلموك .
 
ولعل الله أن يَطَّلِعَ عليهم برحمة فيُصيبك بها معهم .
  
16- ألا أن يد الله على أفواه الحكماء
لا يتكلمُ أَحَدُهُم إلا ماهيأ اللهُ له.
  
17-اعتزل الشر يعتزلك فإن الشر للشر خلق.
18-إياك وشدة الغضب فإن شدة الغضب ممحقة لفؤاد الحكيم.
 
19-لا تكن أعجز من هذا الديك ،
الذي يُصَوِّتُ بالأَسحَار ، وأنتَ نائمٌ في الأسحار .
  
20- عليك بمجالسة العلماء واستمع كلام الحكماء ،فإن الله تعالى يحي القلب الميت بنور الحكمة ،كما يحي الأرض بوابل المطر ،
 
فإن من كذب ذَهَبَ ماءُ وجهِه ومن ساءَ خُلُقهُ كَثُرَ غَمُّه ،
 
و نَقلُ الصخورِ من مَوَاضِعِها أيسَرُ من إفهامِ مَن لا يَفهم!
21-من يُحبِّ المِراءَ يُشتَم ،ومن يَدخُل مَدَاخِلَ السُّوءِ يُتَّهم ،
ومَن يُصاحِب قَرِينَ السُّوءِ لا يَسلَم ، وَمَن لا يَملِك لِسانَهُ يَندَم .

22 - يا بنيّ : لا تُشرِك باللهِ إنَّ الشِّركَ لظُلمٌ عَظِيم !
 اشكر لمن انعم عليك،
 
وأنعِم على من شَكَرَك، فإنه لا بَقَاءَ للنِّعمةِ إذا كُفِرَت،
 ولا زَوَالَ لها إذا شُكِرَت.
23 - يا بنيّ : لا يأكل طعامك إلا الأتقياء ،
وشاور في أمرك العلماء .

 
لا تأكل شبعاً على شبع ،فإن إلقاءك إياهُ للكلبِ خيرٌ من أن تأكله .

24 - يا بنيّ :
 لا تُمَاِريَنَّ حكيما ، ولا تُجَادِلَنَّ لَجُوجا ،
ولا تُعاشِرَنَّ ظَـلُوما ، ولا تُصَاحِبَنَّ مُتَّهَمَا .

25 - يا بنيّ : 
إني قد ندمتُ على الكلامِ ،
ولم أندم على السُّكوت .

26 - يا بنيّ :
 
 إذا أردت أن تؤاخيَ رَجُلاً فأغـضِبهُ قَبلَ ذلك ، فإن أنصَفـَكَ عندَ غـَضَبِهِ وإلا فاحذَرهُ .

27 - يا بنيّ :
 
 من كَتَمَ سِرَّهُ كان الخِيَارُ بـِيَدِه .

28 - يا بنيّ : لا تـَكـُن حلواً فتـُبلَع ، وَلَا مُرَّاً فتـُلـفـَظ .


29 - يا بنيّ :
 لكلِّ قوم كلبٌ فلا تـَكُن كَلبَ أَصحَابك  - قاله لابنه يعظه حين سافر
30- ليس من شيء أطيبُ من اللسانِ والقلبِ إذا طـَابَا
ولا أخبَثَ منهُما إذا خَبُثا .
 
 
31- كـُن كَمَن لا يبتغي مَحمَدَة الناس 
و لا يكسب ذَمَّهُم فنفسُهُ مِنهُ في عناءٍ والناسُ منهُ في راحة .
 
32-عـَوِّد لِسانـَك أن يقول اللهم اغفر لي ، فإن لله ساعاتٍ لا تُردّ!
 
33- يابنيّ من كان له من نفسه واعظٌ ،
كان له من الله عز وجل حافظ .

34-اعتزل عدوك ، و احذر صديقك ، و لا تتعرض لما لا يعنيك .
35- ليكن أول ما تفيد من الدنيا بعد خليلٍ صالح امرأة صالحة .
 
36 - ليس غنىً كَصِحَّة  ولا نعمةٌ كَطِيبِ نَفس .
 
37- لا تجالِسِ الفـُّجارَ وَ لَا تُمَاشِهِم ،
اتق أن ينزلَ عليهم عذابٌ من السماءِ فيُصيبك مَعَهُم .

38- يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُور
 
39-وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ
 
40-وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ
 
41- جالِسِ العـُلَمَاءَ و ماشِهِم عسى أن تـَنـزِلَ عليهم رحمةٌ فتُصيبك معهم .
 
42- حملت الجندل و الحديد و كل شيء ثقيل ،
 فلم أحمل شيئاً هو أثقل من جار السوء ،
وذقت المرار فلم أذق شيئاً هو أمر من الفقر .
 
43- لا ترسل رسولـَكَ جاهلاً ،
فإن لم تجد حكيماً فكن رسولَ نفسك .

44 - يا بنيّ :
 
 مَثَلُ المرأةِ الصَّالِحةِ مَثَلُ التـَّاجِ على رأسِ المَلِك ، 
ومَثَلُ المَرأةِ السُّوءِ كـَمَثَلِ الحمل الثقيل على ظهر الشيخ الكبير .
منقول من بريدي للأمانه

ليست هناك تعليقات: