الأحد، يونيو 10، 2012

كَفْكِفْ دموعك وإنسَحِبْ يا عَنْتَرَه



هذه
 القصيدة

رُفِضَتْ من قبل لجنه التحكيم بحجة أن موضوعها

“ لا يخدم الشعر الفصيح

ومنعت من المنافسة

ربما لأنها قالت الحقيقة المُرَّه

*
هي

لشاعر مصري شاب أحب أمته ووطنه الكبيرإسمه :

مصطفى الجزار
 
شارك في مسابقة أمير الشعر

القصيدة

كَفْكِف دموعَـكَ وانسحِـبْ يا عـنـتـرة
فعـيـونُ عـبلـةَ أصـبحـَتْ مُستـعـمـَرَه

لا تـرجُ بسمةَ ثـغــرِهـا يـومـاً، فـقــدْ
سقطَت من الـعـِقـدِ الثمينِ الجـوهـرة

قـبِّـلْ سيوفَ الغاصبين . لـيـصـفَحـوا
واخفِضْ جَنَاحَ الخِزْيِ وارجُ المعذرة

ولْـتـبـتـلــع أبـيــاتَ فـخــرِكَ صامتــاً
فالشعـرُ فـي عـصرِ القنـابلِ.. ثـرثرة

والسيفُ فـي وجـهِ الـبـنـادقِ عـاجـزٌ
فقـدَ الهُـــويّـةَ والقُــوى والسـيـطـرة

فـاجـمـعْ مَـفـاخِــرَكَ القديمــةَ كـلَّهــا
واجعـلْ لهـا مِن قــاعِ صدرِكَ مقبـرة

وابـعـثْ لعـبـلــةَ فـي الـعـراقِ تأسُّفـاً
وابعـثْ لها فـي القدسِ قبلَ الغرغرة

اكـتـبْ لـهـا مـا كـنــتَ تكتبُــــه لـهــا
تحتَ الظـلالِ، وفـي الليالي المقمـرة

يـا دارَ عـبـلــةَ بـالـعـــراقِ تـكـلّـمــي
هــل أصبحَـتْ جنّــاتُ بابـلَ مقفـرة ؟

هــل نَـهْـــرُ عـبـلـةَ تُستبـاحُ مـِيـاهُـهُ
وكــلابُ أمــريكـــا تُدنِّــس كــوثــرَه؟

يـا فـارسَ الـبـيـداءِ.. صـِرتَ فـريسةً
عــبــداً ذلـيــلاً أســــوداً مـــا أحقــرَه

مـتــطـرِّفــاً .. مـتـخـلِّـفـاً.. ومخـالِـفـاً
نَسَبوا لكَ الإرهابَ.. صِـرتَ مُعسكَرَه

عَـبْـسٌ تـخـلّـت عـنـكَ ,, هــذا دأبُهـم
حُمُــرٌ – لَعمــرُكَ – كلُّـهـا مستنفِــرَه

فـي الـجاهـلـيةِ .. كنتَ وحـدكَ قـادراً
أن تهــزِمَ الجيــشَ العــظيـمَ وتأسِـرَه

لــن تـسـتـطــيـعَ الآنَ وحـدكَ قـهــرَهُ
فالزحـفُ مـوجٌ.. والقنـابــلُ ممـطـرة
......
وحـصـانُـكَ العَـرَبـيُّ ضـاعَ صـهـيلُـهُ
بـيـنَ الـدويِّ.. وبينَ صرخةِ مُجـبرَه

هــلاّ سألـتِ الـخـيـلَ يا ابـنـةَ مـالـِـكٍ
كيفَ الصـمودُ ؟ وأينَ أينَ المقدرة ؟

هـذا الـحـصـانُ يـرى المَدافعَ حـولَـهُ
مـتـأهِّــبـــاتٍ.. والـقــذائفَ مُشـهَــرَه

لو كـانَ يـدري ما الـمحـاورةُ اشتكى
ولَـصـــاحَ فـي وجـهِ القـطيعِ وحذَّرَه

يـا ويحَ عـبـسٍ .. أسلَمُوا أعـداءَهـم
مفـتــاحَ خيـمـتِهــم، ومَـدُّوا القنطـرة

فـأتـى الـعــدوُّ مُسلَّـحــاً، بـشـقـاقِـهـم
ونـفـاقِــهــم، وأقــام فيـهــم مـنـبــرَه

ذاقــوا وَبَـالَ ركـوعِـهـم وخُنـوعِـهـم
فالعيــشُ مُـــرٌّ .. والهـزائــمُ مُنكَــرَه

هـــذِي يـدُ الأوطــانِ تجـزي أهـلَـهـا
مَــن يقتــرفْ في حقّهــا شـرّا.. يَـرَه

ضاعـت عُـبـَيـلةُ.. والنياقُ.. ودارُها
لــم يبــقَ شيءٌ بَعدَهــا كـي نخـسـرَه

فـدَعــوا ضميرَ الـعُــربِ يرقـدُ ساكناً
فــي قبــرِهِ.. وادْعـوا لهُ.. بالمغـفـرة

عَجَزَ الكـلامُ عـن الـكـلامِ .. وريشتي
لـم تُبــقِ دمعـاً أو دماً فـي المـحبـرة


وعـيونُ عـبـلـةَ لا تــزالُ دموعُـهـــا
تتــرقَّــبُ الجِسْـــرَ البعيـدَ.. لِتَعـبُــرَه


(من إيميلي)

ليست هناك تعليقات: